مقالات مختارة

النيل.. والحرب

فراج اسماعيل
1300x600
1300x600

هل من الممكن أن يذهب بنا النيل إلى الحرب؟


بالتأكيد.. نعم. جريان هذا النهر العظيم في مصر في قيمة الأرض تماما. أي اعتداء عليه هو اعتداء على الأرض، وسلبنا مياهه هو سلب لجزء عزيز من مصر.


في العموم لا أحب مغامرات الحروب وأرى أنها منهكة ومكلفة، لكن شيئا واحدا يجعل المغامرة واجبا مقدسا مهما كانت تكاليفه، وهو أن يتعرض الوطن للاعتداء وتصبح سيادته في مهب الريح.


هنا تكون مسألة حياة أو موت.. مبادئ مصر القديمة والحديثة لم تتخل عن ذلك الواجب المقدس. مستعدون لتقديم ملايين الشهداء وللمعاناة القاسية في سبيل حقوقنا المائية.

 

أثيوبيا تعلم ذلك. إعلان الحرب على منشأة تهدد حياة 100 مليون مصري، بل تهدد كل الكائنات الحية والزرع والضرع، ليس بالأمر المستحيل أو المستبعد. ليس هناك موت بعد الموت ولا نهاية بعد النهاية، وأي تحرش بحقوقنا المائية التاريخية في نهر النيل هو موت ونهاية لمصر والمصريين وكل من يعيش على هذا الوطن العريق.

 

من المهم أن تتجه السياسة المصرية من الآن وصاعدا إلى توصيل هذه الرسالة للدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي، والأمم المتحدة والدول المشاركة في بناء سد النهضة التي تعتمد أثيوبيا على دعمها في أي حرب محتملة. يجب العمل من الآن فصاعدا على تفهم المجتمع الدولي لعدالة قضيتنا، فنحن بلد يدافع عن حق شعبه في الحياة وعن شريان هذه الحياة وهو نهر النيل العظيم.

 

لم ننكر يوما على أثيوبيا حقها في الاستفادة من النيل في إنشاء المشروعات المختلفة ومنها السدود، ولم نقف ضد مشروع سد النهضة، لكن كان على الأثيوبيين احترام القوانين الدولية، فليس كونهم منبع النيل أن يمنعوه عن دولة المصب، فهو حق إلهي.

 

يخطئ البعض لو ظن أن أديس أبابا أصبحت في موقف فرض الأمر الواقع بقرب انتهاء البناء وبدء عملية التخزين. هناك أخطار شديدة عليها لو لم تتوافق مع مصر بشأن سعة التخزين وفترته، وهذه أمور متعارف عليها في السدود التي يتم تشييدها على الأنهار الدولية مثل نهر النيل، فمصر على سبيل المثال لم تخزن المياه خلف السد العالي دفعة واحدة رغم أنها دولة مصب، فقد التزمت بسعة معينة وبملئها خلال فترة امتدت عشر سنوات.

 

مصر في ذلك الزمن كانت قوية جدا على عكس الحبشة التي كانت ضعيفة للغاية، لكن الأبعاد الأخلاقية والقوانين الدولية فوق كل شيء، وهو ما كنا نتمناه من الجانب الأثيوبي في الأزمة الحالية، لكن يبدو أن الاستعلاء والاستقواء بقوى خارجية جعلهم يخرجون عن الخط.

 

الأوضاع السياسية في أثيوبيا ليست مستقرة، فإذا كانوا قد استغلوا فترة الاضطرابات التي أعقبت ثورة يناير 2011 في مصر ليسرعوا في بناء السد ومضاعفة سعته المقررة خمس مرات، فإن هناك ما لا يقل عن 12 جماعة منتشرة تسعى لإقامة أقاليم مستقلة في الحبشة وفقا لمؤسسة ستراتفور الاستخبارية الأمريكية، بالإضافة إلى 6 جماعات في المنفى.

 

أديس أبابا تحتاج إلى دعم القاهرة كدولة شقيقة للحفاظ على وحدتها واستقرارها، خصوصا أن خطر وقوع حروب أهلية ماثل بقوة، وهذا ما لا نريده ولا ندفع إليه، لكن لا بد أن تكون المشاعر الودية متبادلة، فكيف نساعدك وأنت تريد أن تميتنا؟!

 

تستطيع مصر أن تلوح بأوراق كثيرة، وما زلنا في موقف قوي. الخيار الآخر مطروح دائما في كل العهود الحاكمة، فأي زعيم مصري طوال التاريخ لم يكن ليتسامح في ضياع جزء كبير من حصتنا المائية.


ليست هذه دعوة للحرب، فأثيوبيا دولة إفريقية شقيقة نشرب معها من النهر نفسه، ومن أرضها يأتينا النيل بخيراته، لكن كل دولة لها حق الدفاع عن حياتها عندما تتعرض للتهديد من شقيق أو عدو.

 

المصريون المصرية
2
التعليقات (2)
محمود المصرى*ّ ... الإنقلاب وسنينه! (إعادة لتعليق بتاريخ 12/3/2016 مساحته 401 خانة)
الإثنين، 20-11-2017 12:51 م
واضح أن هناك من يريد أن يصيب المصريين بالهلع بعد الإنقلاب , للعلم حتى لو أُزيل سد النهضة فوراءه عدة سدود أمامها بحيرات , فقف عند سد أسوان والمسؤولين عنه إذا أردت أن تعرف سر إنخفاض منسوب النيل , واسأل عمن يستثمرون فى صنع المكائد والإلهاءات ثم يبعثرونها فى صورة أخبار ومقالات , ولا عجب بعد إعلان الزند عن إستعداده لسجن من أُمر بطاعته , أعوذ بالله , حتى لو كانت زلة لسان!!! , فزلات عصابة الإنقلاب غير!!!.
فتحى البشير
الإثنين، 20-11-2017 10:29 ص
"فليس كونهم منبع النيل أن يمنعوه من دولة المصب فهو حق الهى". أين المنطق فى هذه المقولة ؟ كيف يكون النيل حق الهى لمصر؟ و اين الدليل على هذا؟ هل هو فى القرآن ام فى الانجيل؟

خبر عاجل