ملفات وتقارير

بعد عام من طرد "داعش".. كيف تبدو "سرت الليبية"؟

تنظيم الدولة في سرت
تنظيم الدولة في سرت

منذ ما يقرب من عام، استطاعت قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الليبية طرد مقاتلي تنظيم الدولة من مدينة سرت الساحلية، وهو ما أثار ردود فعل دولية ومحلية حول قدرة هذه القوات وهذه المدينة على محاربة "الإرهاب" الحقيقي.

ويخيم على المدينة حاليا، والتي تشهد استقرارا مؤقتا، حالة من التخوف من عودة التنظيم مرة أخرى إليها عبر المدن القريبة منها، وخاصة منطقة جنوب المدينة القريبة من الصحراء، بعدما نفذ التنظيم هناك بعض العمليات.

تحسن أمني ولكن

وبعد إعلان التحرير من قبضة "داعش"، شهدت المدينة حالة من الاستقرار الأمني والمعيشي، لكنها كغيرها من مدن ليبيا تشكو من أزمة نقص السيولة وأزمة البنية التحتية وإعادة إعمار ما تحطم من مبان إثر الحرب التي استمرت ستة شهور خلال عام 2016.

من جهته، أكد المسؤول بالقوات التي تؤمن سرت حاليا، طاهر حديد، أن "القوات لا يمكنها ملاحقة المتشددين في معسكراتهم، لأنها لا تملك العتاد الملائم مثل العربات الرباعية الدفع اللازمة للتحرك في الصحراء"، مشيرا أنه "من غير الممكن أن يسيطر التنظيم مجددا على المدينة لكن هناك مخاطر من التعرض لهجمات"، وفق تصريحات لوكالة "رويترز".

"البنيان" متواجدة بقوة
وأوضح الطبيب العسكري التابع لقوات "البنيان المرصوص"، محمد الطويل، أنه "عندما تم تحرير مدينة سرت من "الإرهابيين"، حرصت قوات البنيان المرصوص على السماح للأهالي بالعودة إلى مدينتهم حتى لا تستمر معاناتهم، فرجع بعض الأهالي لبعض المناطق إلى حين تمشيط المدينة بالكامل وإزالة الألغام التي زرعها عناصر تنظيم الدولة.

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "اليوم وبعد قرابة العام من تحرير سرت، تنعم المدينة بالأمن والسلام وعادت كل مؤسسات الدولة إليها، مثل مجلس بلدي وشرطة تؤدي دورها وكافة المؤسسات الخدمية".

وبخصوص "البنيان المرصوص" وأماكن تواجدها الآن، قال الطويل: "هي متواجدة وبقوة على أطراف المدينة وداخلها لتأمينها وقطع الطريق أمام أي محاولة لعودة يد الإرهاب من جديد"، وفق قوله.

"داعش" لن تعود
من جهته، رأى الأكاديمي المصري المتخصص في الملف الليبي، خيري عمر، أن "تنظيم الدولة لا يمكن أن يعود مرة أخرى إلى سرت، لأنه ينحصر إقليميا بعد إعلان الحرب عليه من أكثر من جهة، ورصد تحركاته عبر الأجهزة الأمنية الليبية".

وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن "البنيان المرصوص تبحث الآن عن مكان في المشهد السياسي والعسكري، وبالفعل يمكن أن يكون لها دور في المستقبل بسبب جهودها الكبيرة في دحر "داعش ليبيا".

وتابع: "ورغم أن هناك بعض الخلافات بينها وبين حكومة الوفاق التابعة لها، لكن لم تصل الخلافات للقطيعة أو الصدام، ولم تخرج القوات كثيرا عن الوفاق والرئاسي، لكن هناك صعوبة أن تتطور هذه القوات عسكريا إن لم يتم إلحاقها بالجيش الليبي"، حسب تقديره.

مصراتة
وأكد المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، أن "تنظيم الدولة لا يزال موجودا في ليبيا، وله القدرة على المناورة ويعمل بهدوء لكنه لن يكون بالقوة السابقة إذ أنه فقد مركز ثقله في سرت".

وأضاف أن "مدينة مصراتة (غرب ليبيا) ليس بالسهل أن تترك سرت تعود لسابق عهدها وينالها الضرر، في إشارة إلى قوات البنيان المرصوص الذي يتحدر أغلبهم من مدينة مصراتة، وعموما فسرت تشهد هدوءا نسبيا كونها بعيدة عن المناوشات الواقعة الآن في ليبيا"، كما قال لـ"عربي21".

عمليات انتقامية
وقال الأكاديمي الليبي وأستاذ علم الاجتماع السياسي، رمضان بن طاهر، إن "قوات البنيان المرصوص، أغلب الظن أنها لم تعد كما كانت، بسبب  التوجهات السياسية وتغير التحالفات، وفي ظل صراع القوة الراهن لا يمكن تحقيق الاستقرار بالمعنى الإيجابي سواء في سرت أو غيرها".

وأشار في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "احتمالية عودة "داعش" بشكله السابق أمر مستبعد على الأقل في الراهن، لكن قيام بعض عناصر التنظيم بعمليات انتقامية فهو أمر محتمل، لكن الصراع الدائر الآن سواء بغطاء قبلي أو ديني أو سياسي سيوفر المناخ لنمو التطرف وعودة التنظيمات الإرهابية"، حسب رأيه.

التعليقات (0)