ملفات وتقارير

مدنيو دير الزور والرقة الخاسر الأكبر بسلاح روسيا والتحالف

أحياء الرقة ودير الزور تحولت لمدن أشباح بسبب العمليات العسكرية- جيتي
أحياء الرقة ودير الزور تحولت لمدن أشباح بسبب العمليات العسكرية- جيتي
مع استمرار الحملات العسكرية التي أعلنها النظام السوري ومن خلفه روسيا من جهة، وما يعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا من جهة أخرى ضد تنظيم الدولة في محافظتي دير الزور والرقة، يظهر المدنيون على أنهم الخاسر الأكبر.

مئات القتلى وآلاف الجرحى سقطوا منذ بداية الحملتين العسكريتين، إضافة إلى تحول مناطق واسعة وقرى في المحافظتين إلى مدن أشباح مع استمرار نزوح المدنيين منها إلى مناطق أكثر أمنا.

ناشطون وهيئات إنسانية وثقوا استمرار سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في ريفي دير الزور والرقة، بسبب ضربات كل من التحالف الدولي بقيادة واشنطن والقوات الروسية، ما يطرح تساؤلات عن حقيقة الأهداف في ظل الكثافة النارية المستخدمة.


الناشط السوري والمدير التنفيذي لـ"شبكة دير الزور 24" عمر أبو ليلى يعلق على الأوضاع الحالية في هاتين المحافظتين، بالقول: "قتلى المدنيين في تزايد بسبب الضربات الجوية من عدة أطراف وعلى رأسها نظام الأسد وروسيا وأيضا التحالف الدولي، الذي يلعب دوراً هاما في التنسيق مع روسيا في قصف تلك المناطق".

يقتلون بصمت 

ويبين أبو ليلى أنه في الشهر الماضي "وثقنا أكثر من 310 مدنيين قتلوا في دير الزور معظمهم تناوب على قتلهم الطيران الروسي والسوري والتحالف، وفي الأيام القليلة الماضية كان أبرز المجازر من نصيب أبناء مدينة الميادين وبلدة البوليل ومدينة البوكمال وبلدة بقرص وبلدة العشارة وكلها في الريف الشرقي لدير الزور، وكل من وثقنا مقتلهم كانوا من المدنيين ولم يكترث أحد حتى للأرقام التي قمنا بتوثيقها".

ويضيف الناشط أبو ليلى في حديث لـ"عربي21" أن مدينة الميادين "أصبحت مدينة أشباح بالكامل والقصف الجوي العنيف جعل سكانها يهربون منها، إضافة إلى أن هناك قتلى لا يزالون تحت الأنقاض، منذ أيام ولا أحد ينقذهم لانعدام وجود الدفاع المدني، وهناك نسبة لا تتجاوز واحدا بالمائة اليوم من أهالي الميادين موجودة في المدينة".

وأكد أن التحالف الدولي "لا يهتم للقتلى المدنيين في الرقة، فهو ارتكب مجازر عدة فيها والذريعة كلها محاربة الإرهاب".

تكرار لما جرى في حلب

من جهته، يرى الصحفي السوري قتيبة ياسين أن "ما يجري للرقة ودير الزور يشبه ما جرى في حلب"، مبينا أن ما يقوم به التحالف الدولي من قتل "هو ضرب الضعيف لكي يخاف الآخر وهذا ما تقوم به روسيا أيضا".

واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن "أسباب هذا الموت هو الصمت الدولي، من خلال السكوت الدولي والإعلامي، فمؤسسات الإعلام مرتبطة بدول التحالف بل هي جزء منه فالذي يقتل هو نفسه الذي يدير إمبراطوريات الإعلام".


أما الناشط الإعلامي أحمد الشبلي فيشير بدوره إلى أن "التحالف والروس يرتكبون فظائع بحق المدنيين"، مبينا أن الروس والنظام "هم من يقصفون ريف دير الزور الشرقي والتحالف يقصف الرقة كلها وبعض من مناطق دير الزور".

ويضيف في حديثه لـ"عربي21"، أن "روسيا ارتكبت يوم الأربعاء الماضي مجزرتين، الأولى في العشارة راح ضحيتها قرابة 50 قتيلا، والثانية استهدفت مدنيين كانوا يحاولون الهرب من شدة القصف في معبر القورية النهري، كذلك قتل التحالف 13 شخصا مدنيا في الرقة".

وأكد الناشط السوري أن "هناك صمتا دوليا وإعلاميا تجاه ما يحصل للمدنيين في الرقة وريف دير الزور، لأن هناك تناوبا وتوزيعا للقتل بين الروس والتحالف"، واعتبر أن "المدنيين يعانون من أوضاع مأساوية، ولا توجد مراكز لجوء لهم بل إن هناك استهدافا حتى للفارين منهم".

التعليقات (0)