مقالات مختارة

إقليم كردستان على خطى جنوب السودان!!

أحمد بودستور
1300x600
1300x600
قال الشاعر :
لكل داء دواء يستطب به
إلا الحماقة أعيت من يداويها

يقول المثل (ما كل ما يلمع ذهبا)، وما يراه أكراد العراق اليوم جميلا ومدهشا قد يكون كابوسا ووبالا، تماما كما حدث مع جنوب السودان، الذي ظل يحلم بالانفصال عن السودان وإنشاء دولة مستقلة تحول اليوم إلى كابوس، فقد مزقت الحرب الأهلية جمهورية جنوب السودان، وحولتها إلى أطلال ودولة فاشلة.

رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني رفض كل المساعي والمناشدات التي طالبته بتأجيل الاستفتاء المقرر أن يجري في يوم الاثنين الموافق 25/9 ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وكذلك المملكة العربية السعودية وقد طلب أمين عام هيئة الأمم المتحدة وأيضا جامعة الدول العربية ولكن كما يقول المثل (إذن من طين وأذن من عجين) وقد تميز موقفه بالعناد والمكابرة والإصرار على قراره بالمضي قدما في الاستفتاء، مما يعتبر انتحار سياسي.

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في أربيل أن الجمهورية العراقية تحولت إلى دولة طائفية وتحكمها ميليشيات دينية والدولة الكردية تقوم على أساس الديمقراطية واحترام الرأي والرأي الآخر وأن الأكراد تحملوا الكثير منذ اتفاقية سايكس بيكو الذي قسم الأكراد إلى كانتونات الأقليات في دول الجوار مثل العراق وإيران و لبنان وتركيا وأنه بعد سقوط نظام الطاغية صدام كانت هناك فرصة للانفصال ولكن تم تأجيلها إلى أن تتضح الصورة مع الحكومة المركزية في بغداد وفي حال رفضها الشراكة سوف يتم اللجوء إلى الاستفتاء وقد شجع الأكراد في مؤتمره الصحفي على الذهاب إلى الصناديق للإدلاء بصوتهم الداعم للانفصال.

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كانت له كلمة متلفزة بعد المؤتمر الصحفي للبرزاني وكشف عن أن الجيش العراقي لن يسكت وسوف ترفض الحكومة أي إجراء أحادي الجانب من حكومة كردستان العراق وذكر أن مسؤولي الإقليم قد تصرفوا في النفط وباعوه واحتكروا إيرادات البترول ولم يسلموه إلى الحكومة المركزية وقد اتهم حكومة كردستان بالتغريد خارج السرب.

كل الدول حذرت حكومة كردستان من إجراء الاستفتاء لأنه سوف تكون له تداعيات مدمرة حيث أن احتمال اندلاع حرب جديدة في المنطقة وارد بل شبه أكيد فقد صرحت تركيا أنها سوف يكون لها رد عسكريا وكذلك صرح رئيس وزراء العراق حيدر العبادي وإصرار رئيس إقليم كردستان ليس له مبرر إلا أن الأكراد قبلوا أن يكونوا حصان طروادة في تفتيت العالم الإسلامي وهو الدور الذي يقوم به الكيان الصهيوني وكأن كردستان والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة وهناك من يطلق على كردستان إسرائيل ثانية ولعل هذا ما يفسر عناد وإصرار البارزاني على إجراء الاستفتاء في موعده .

إن الدول الكبرى موقفها ليس رفض الاستفتاء ولكن تأجيله حتى يتم الانتهاء من القضاء على تنظيم داعش وهو ما يفسر الموقف المتخاذل لدول مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وأيضا روسيا فهناك اتفاق دولي على انفصال الأكراد من المجتمع الدولي وهي مؤامرة قد بدأ بتنفيذها مع انفصال جنوب السودان وسوف تكون هناك سايكس بيكو جديدة.

هناك مدينة غنية بالنفط وهي كركوك ليست ضمن إقليم كردستان إداريا ولكن تريد حكومة كردستان السيطرة عليها وتعتبر مسألة حياة أو موت للحكومة العراقية وهناك أيضا مدن في محافظة صلاح الدين ونينوى وكلها مناطق متنازع عليها ينبغي أن لا يشملها الاستفتاء وسوف تكون بؤر لحروب أهلية بين سكان تلك المناطق مما يجعل دولة كردستان من الآن في مهب الريح.

إن ما تقوم به القيادة الكردية هو تنفيذ المشروع الإسرائيلي، وأيضا المشروع الإيراني، الذي يهدف إلى تقسيم العالم العربي وزعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

الوطن الكويتية

2
التعليقات (2)
منير
الثلاثاء، 26-09-2017 07:54 م
صحيح ان ايران تريد تفتيت العالم العربي ولكن لا اعتقد انها تريد تفتيت العراق وهي تحت سيطرتها. الدول العربية التي تحت حكم ايراني من خلال الموالين لها، لا اعتقد انها تريد تفتيتها لانها اصلا المتحكم بها كالعراق وسوريا ولبنان. لذلك ستحاول ايران المستحيل لافشال استفتاء كردستان خصوصا ان البارزاني حليف تركيا وليس ايران فالمسألة هي بالاخير لعبة مصالح. أعتقد ان العين على تركيا فيما ستفعله مع استفتاء الكرد لانها ربما ستكون الخاسر الاكبر لو خسرت حليفها البارزاني وهي اي تركيا منزعجة جدا من البارزاني وهو بنفس الوقت حليفها الوحيد في العراق اما بغداد فهي محسومة لإيران. لنرى ما ستؤل اليها الاحداث في الايام او ربما الاسابيع القادمة
راضي باسم رمضان
الثلاثاء، 26-09-2017 07:53 م
مقالة أصابت في جوانب وأخطأت عندما اعتبرت إسرائيل وايران سوياً خلف المشهد الكردي!!!!!!!!!!!!!!!!!!