صحافة دولية

ديلي بيست: أنقرة نشرت مواقع سرية للقوات الأمريكية بسوريا

ديلي بيست: تركيا تسرب مواقع سرية للقوات الأمريكية في سوريا- أ ف ب
ديلي بيست: تركيا تسرب مواقع سرية للقوات الأمريكية في سوريا- أ ف ب
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا للكاتب روي غوتمان، يقول فيه إن آخر رد لغضب تركيا على السياسة الأمريكية في سوريا جاء على شكل نشر وكالة الأنباء الرسمية أماكن 10 قواعد عسكرية أمريكية سرية ومواقع متقدمة في الشمال السوري، حيث تقود أمريكا عملية لتدمير تنظيم الدولة في عاصمته، الرقة في سوريا. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القائمة التي نشرتها وكالة الأناضول للأنباء تضمنت أماكن الوجود الأمريكي من بداية المنطقة الكردية إلى نهايتها، وبمسافة عرضها 200 ميل، بالإضافة إلى أن الوكالة ذكرت عدد الجنود في عدة مواقع، أشارت في حالتين إلى وجود قوات خاصة فرنسية. 

بدوره قال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، أدريان رانكين-هالوي، في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم الأربعاء: "ليس بإمكاننا أن ندقق، اعتمادا على المصادر المستقلة، من الذي قدم بالتأكيد هذه المعلومات (للوكالة التركية)، لكن سنشعر بقلق عميق حال تبين أن مسؤولين في الناتو عرَّضوا بتعمد عسكريينا للخطر، من خلال تسليم مثل هذه المعلومات السرية".

وأضاف رانكين-هالوي مشددا: "لقد أبلغنا السلطات التركية مباعث القلق هذه".

ويلفت كاتب التقرير غوتمان إلى أن تركيا انتقدت علنا إدارة ترامب، وإدارة أوباما من قبله؛ بسبب اعتمادهما في حربهما على تنظيم الدولة على المليشيات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، وهو حركة انفصالية في حرب مع تركيا، ومدرج على قائمة الإرهاب من أمريكا والاتحاد الأوروبي وتركيا.

ويذكر الموقع أن أمريكا أرادت أن تتجنب الظهور بمظهر المتحالف مع مثل تلك المجموعة، فأنشأت قوات سوريا الديمقراطية، التي تضم عددا لا بأس به من المجندين العرب، لكن يقودهم ضباط من وحدات حماية الشعب الكردية، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

ويستدرك التقرير بأنه بالرغم من تعبير رئيس تركيا المتنفذ رجب طيب أردوغان، بشكل دائم، عن غضبه تجاه أمريكا، إلا أنه من غير المعتاد أن يقوم عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بالكشف عن تفاصيل تتعلق بانتشار الجيش الأمريكي خلال عمليات نشطة وفي منطقة حرب، مشيرا إلى أن العملية العسكرية الأمريكية في سوريا غير عادية؛ وليس فقط لأن أمريكا تتصرف على عكس رغبة تركيا، الحليفة في الناتو، التي تقول بأن ذلك يعرض أمنها القومي للتهديد المباشر، لكن أيضا لأن تلك القوات تعمل دون إذن من نظام بشار الأسد.

ويبين الكاتب أن مجلس الأمن القومي في تركيا أشار بعد اجتماع له مساء الاثنين، إلى أن الأسلحة التي قدمت لمليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وصلت إلى حزب العمال الكردستاني، ما "يثبت أنهما منظمة واحدة"، وقال المجلس إن البلدان الأخرى تستخدم "معيارا مزدوجا" للمجموعات الإرهابية، في إشارة واضحة إلى التحالف بين أمريكا ومليشيا وحدات حماية الشعب الكردية.

ويفيد الموقع بأن أمريكا تنكر دائما تسرب الأسلحة التي تقدمها للمقاتلين الأكراد إلى حزب العمال الكردستاني، الذي يشن حربا على الدولة التركية، مشيرة إلى أن الحكومة التركية لم تدعم تلك الاتهامات بالأدلة.

ويقول التقرير إن هناك قاعدتين أمريكيتين كانتا معروفتين قبل أن تنشر وكالة الأناضول تقريرها؛ الأولى في الرميلان في محافظة الحسكة، والثانية في خراب عشق، بالقرب من كوباني في محافظة حلب، وقالت وكالة الأناضول إنه تم إنشاء قاعدة الرميلان في منطقة إنتاج النفط في تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وإن مساحتها تكفي لاستقبال طائرات النقل، في الوقت الذي كانت فيه تلك القاعدة التي أقيمت جنوب كوباني في آذار/ مارس 2016، تستخدمها طائرات الهليكوبتر العسكرية فقط.

ويشير غوتمان إلى وجود تلك القواعد الثماني في مناطق خلف لافتات تحذير تحمل عبارة "منطقة محظورة"، وتستخدم القواعد للعمليات العسكرية الجارية، مثل قصف الرقة، وللأعمال الإدارية، مثل التدريب والتخطيط، بحسب تقرير الوكالة.

وبحسب الموقع، فإن القواعد المستخدمة للعمليات العسكرية تحتوي على بطاريات مدفعية سهلة النقل، وراجمات صواريخ متعددة المنافذ، وأجهزة متنقلة للمخابرات، ومصفحات لاستخدام الدوريات.

ويلفت التقرير إلى أنه يوجد في محافظة الحسكة ثلاث قواعد عسكرية أمريكية، كلها تستخدم لتدريب أعضاء المليشيات الكردية، بحسب المسؤولين الأمنيين الأتراك، مشيرا إلى أن وكالة الأناضول كشفت عن أعداد القوات الخاصة الأمريكية، التي تعتقد أنهم موجودون في قاعدتين من القواعد الثلاث. 

ويورد غوتمان أن هناك ثلاث قواعد عسكرية أمريكية في محافظة الرقة، بحسب وكالة الأناضول، وتوجد قوات خاصة فرنسية في اثنتين منها، حيث قالت الوكالة إن أحد تلك المواقع يستخدم مركزا للاتصالات للتحالف الدولي، الذي يحارب تنظيم الدولة، ويستخدم للتشويش على اتصالات التنظيم. 

وينوه الموقع إلى أن الوكالة أشارت إلى وجود قاعدتين للجيش الأمريكي في منبج، التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية في آب/ أغسطس الماضي، بالإضافة إلى أنها أشارت إلى أن الجيش الأمريكي يرسل دوريات لحماية وحدات حماية الشعب الكردية من الثوار السوريين، الذين يعملون في المناطق التي يسيطر عليها الأتراك، والمعروفة بجيب جرابلس.

وأكد مسؤولون أمنيون أتراك لموقع "ديلي بيست" دقة القائمة التي نشرتها وكالة الأناضول، وعلق الموقع قائلا إن التقرير سيتسبب بالتأكيد بغضب الجيش الأمريكي الذي يقود العمليات ضد تنظيم الدولة.

ويذكر التقرير أن المتحدث باسم عملية العزم الصلب، التي يقوم بها التحالف ضد تنظيم الدولة وباسم القيادة المركزية في تامبا، طلب من "ديلي بيست" عدم نشر تفاصيل ما نشرته وكالة الأناضول.

وكتب مدير العلاقات للتحالف الكولونيل جو سكروكا: "إن مناقشة أعداد الجنود ومواقعهم ستقدم معلومات تكتيكية حساسة للعدو، وهو ما من شأنه أن يهدد التحالف والقوات المشاركة"، وأضاف: "نشر هذا النوع من المعلومات عمل غير مسؤول مهنيا، ونرجو عدم نشر أي معلومات قد تعرض حياة جنود التحالف للخطر".

ويكشف الكاتب عن أن المتحدث في القيادة المركزية الكولونيل جون ثوماس، طلب من "ديلي بيست" الامتناع عن نشر تفاصيل عمليات التحالف؛ لأن ذلك "قد يشكل خطرا على حياة الأشخاص المشاركين فيها". 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى أن وكالة الأناضول نشرت المعلومات على موقعها باللغة التركية يوم الاثنين، وباللغة الإنجليزية يوم الثلاثاء، لافتا إلى أن بعض المواقع في قائمة وكالة الأناضول كانت معروفة، حيث نشرت وكالة تسنيم الإيرانية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أسماء قاعدتين وموقعين متقدمين، وقام مركز جسور السوري بنشر مكان موقعين آخرين في نيسان/ أبريل. 
التعليقات (0)

خبر عاجل