سياسة عربية

غضب بمصر.. البابا يحرض والسيسي يستغيث وإعلامه: دك قطر

 اشتعل غضب حقوقيين مصريين من استغاثة السيسي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب- أ ف ب
اشتعل غضب حقوقيين مصريين من استغاثة السيسي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب- أ ف ب
ساد غضب في مصر إثر مصرع 30 مسيحيا، وإصابة قرابة 12 آخرين، في هجوم دموي، استهدف حافلتين متوجهتين لأحد الأديرة في محافظة المنيا في صعيد مصر، الجمعة.

وحرّض بابا الكنيسة تواضروس الثاني، رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على المزيد من الانتقام، وأعرب نشطاء مسيحيون عن الغضب، وطالبوا السيسي بإقالة حكومته.

هذا بينما اشتعل غضب حقوقيين من استغاثة الأخير بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحرَّضه إعلاميون وبرلمانيون موالون له، بالقول: "افرم الإرهابيين"، داعين إياه إلى "دك قطر".



ردود فعل حكومة السيسي

وفي ردود الفعل الحكومية على الحادث، قال رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل، في تصريحات التلفزيون المصري: "إن ضرب قواعد للمتشددين خارج مصر يمثل بداية، وإن الأمن القومي المصري سيبدأ من خارج البلاد اعتبارا من الآن".

وبكت وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي على الهواء. وقالت، في مداخلة ببرنامج "مساء dmc": "إنه سيتم صرف معاش استثائي إضافة إلى مساعدات مالية لأسر الشهداء (الضحايا) كما سيتم صرف مساعدات للمصابين".

ووجه وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، حديثه للسيسي، قائلا: "سِر على بركة الله، ونحن معك، والله معنا، ولن يخذلنا، ولن يضيعنا".



احتقان ومطالب مسيحية


وساد شعور بالاحتقان والغضب الشديدين أوساط المسيحيين في مصر ، 
وتجمع عشرات الأقباط الغاضبين في مطرانية مغاغة والعدوة عقب تشييع جثامين الضحايا مرددين هتاف: "افتح قوس وحط المنيا"، وسط صراخ الأهالي، وحزن الرهبان.

وقال المنسق الإعلامي لمطرانية مغاغة بالمنيا، بيتر إلهامي، في تصريحات تليفزيونية، إن المسلحين الذين استهدفوا حافلة الأقباط استولوا على أموال وذهب الشهداء (الضحايا) قبل قتلهم.

وروت إحدى الناجيات أن عدد المهاجمين كان يبلغ نحو 40 شخصا داخل الحافلة، وأنهم فوجئوا بدخول ملثمين يرتدون زي الجيش، حيث أطلقوا النار عليهم.

وقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان (المعنية بالأقباط)، نجيب جبرائيل، إنه يحمّل أمن محافظة المنيا المسؤولية عن الحادث، معلنا سفر وفد من المنظمة للمحافظة لتقصي الحقائق.


وطالب جبرائيل، في بيان الجمعة، السيسي، بالتدخل الفوري لوقف نزيف الأقباط، قائلا إنه لا يمكن السكوت عن قتل أكثر من مئة قبطي خلال أقل من 5 أشهر، في أحداث كنيسة البطرسية بالعباسية وسط القاهرة، وكنيستي طنطا والإسكندرية، وأخيرا المنيا.


وقال الناشط مايكل جوزيف: "ليتنا ما فوضنا السيسي، ففي ثلاث سنوات حُرقت 80 كنيسة، وذُبح أكثر من 4 أضعاف من تم ذبحهم من الأقباط في عهود السادات ومبارك ومرسي، كما أن مصر أصبحت بلا أمن، ولا أوضاع اقتصادية مريحة".


وأعرب الناشط القبطي، فوزي هيرمينا، عن غضبه من خطابات التعزية من مجلس الوزراء للأقباط عقب كل حادث.


ودشن وسما بعنوان "أعلن سحب اعترافي بالنظام المصري، وأطلب من الأمم المتحدة التدخل لحمايتي"، مطالبا في الوقت ذاته بإقالة الحكومة بالكامل.


"السيسي مش بيسيب تار المصريين"


في المقابل، اتصل السيسي هاتفيا ببابا الإسكندرية، تواضروس الثاني، وقدَّم له التعازى في ضحايا الاعتداء، وقال في اتصاله به، إن أجهزة الدولة "لن تهدأ قبل أن ينال الجناة جزاءهم على الجريمة"، وفق بيان نشرته الرئاسة المصرية.


وعلَّق تواضروس على كلمة السيسي، بشأن حادث المنيا، قائلا: "كلمة طيبة.. والرئيس مش بيسيب تار مصري".

وعن ضرب أهداف في ليبيا، قال، في مداخلة هاتفية مع برنامج "رأي عام" عبر فضائية "Ten": "يشفي قليلا من الغليل بداخلنا".

وعن تظاهرات أقباط المهجر، قال: "ألتمس لهم العذر".

غضب حقوقيين من الاستغاثة


وفي السياق ذاته، أثارت استغاثة السيسي بترامب غضب حقوقيين ونشطاء، متسائلين: ما معنى اللجوء له دون باقي قادة العالم ومنظماته الدولية المعنية؟


وعلق الفقيه القانوني نور فرحات قائلا: "الحقيقة وبجد أنا مش فاهم ما دخل ترامب بموضوع الإرهاب في مصر، هل هي دعوة بالتدخل؟ أم إذن بالتدخل؟ وما معنى اللجوء لترمب بالذات دون باقي قادة العالم، ومنظماته الدولية المعنية؟ هل هو بابا ترمب؟ أرجو ممن يملك القدرة أن يساعدني على الفهم".


وقالت حركة شباب 6 أبريل في تغريدة لها عبر "تويتر": "أمن النظام مشغول في اعتقال الشباب المعارض السلمي، ومنهمك بمراقبة ومنع كل من يقف في وجه الفساد والاستبداد وبيع الوطن وثرواته".


وتساءل الكاتب الصحفي علاء الأسواني، في تغريدة له: "لماذا لم تعين الداخلية حراسة على أتوبيس الأقباط؟ أم إنها مشغولة فقط باعتقال شباب الثورة؟".


وقال المحامي الحقوقي خالد علي، في تدوينة بموقع "فيسبوك" بعنوان "شهداء جدد، ومذبحة إرهابيه وطائفية جديدة"، إن استمرار العجز والفشل فى حماية أقباط مصر لا يمكن تبريره خاصة بعد فرض حالة الطوارئ، وتعديلات قوانين الكيانات الإرهابية والعقوبات والإجراءات الجنائية.


وشدّد على أن المحاسبة على فشل المخططات الأمنية والسياسات الحكومية والرئاسية ضرورة عاجلة.

وحمل حزب "الدستور"، في بيان أصدره، وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل في توفير الحماية اللازمة للأقباط.

وغير بعيد، طالبت حركة "الاشتراكيون الثوريون"، في بيان لها، بإقالة وزير الداخلية، وفتح المجال العام، والتراجع عن كل القوانين الاستثنائية، حتى يمكن محاصرة "الإرهاب الداعشي"، بحسب تعبيرها.

وقال عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، المحامي الحقوقي زياد العليمي، إنه "في الوقت الذي حذرت فيه السفارة الأمريكية من هجمات إرهابية محتملة، اعتقل النظام العشرات من الشباب والعمال، وتم حجب 21 موقعا إلكترونيا إخباريا".

واختتم العليمي تدوينته بهاشتاغات "#مقدمات_تؤدي_لنتائج"، "#نظام_خطر_على_الدولة"، "#نظام_يحافظ_على_مبرر_وجوده".



هذا بينما تساءلت مصرية مقيمة بكندا، بعد الحادث: "انت بتعمل ايه؟".




إعلاميو السيسي: "افرم ودك قطر"


وفي المقابل، صدرت دعوات من إعلاميين موالين للسيسي إلى "فرم" الإرهابيين، ومعاقبة دولة قطر، و"دكها"، بدعوى دعمها للإرهاب.

وقال رئيس الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام، مكرم محمد أحمد، في مداخلة هاتفية مع فضائية "Ten": "لا معنى أن تحارب الإرهاب ثم تأتي قطر تدمر كل الإنجازات وكل الجهود وتكون التضحيات كالحرث في البحر".

وقال البرلماني رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، في مداخلة عبر فضائية "صدى البلد"، إنه يجب "دكّ" قطر، مشيرا إلى أنه من الممكن ضرب قطر من السعودية أو الإمارات، زاعما أن "قطر أصبحت أسوأ من إسرائيل".




ومتفقا معه، ادعى أحمد موسى، أن الإرهابيين الذين تم تدمير مراكزهم "اليوم"، يتم تمويلهم من قطر، وتركيا، زاعما أنه "اليوم تم قطع أذرع الإرهابيين في قطر وتركيا".

وزعم، في برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد" أن أبرز قيادة للإرهابيين مقيم في قطر، مردفا بأن "الجيش المصري العظيم، ضرب مواقع الإرهاب في درنة، إلى جانب تدمير معسكرات لتنظيمي داعش والقاعدة"، مشيرا إلى أن عدد القتلى يزيد على 300 قتيل.



السيسي يستغيث بترامب والأخير يعلق


وكان السيسي عقد مساء الجمعة، اجتماعا عاجلا لمجلس أمني. وقال في كلمة ألقاها، تعليقا على الحادث: "أوجه كلامي للرئيس الأمريكي، وأقول له إني أثق فيك فخامة الرئيس، وفي تحقيق وعودك أن تكون مهمتك الأولى هي مواجهة الإرهاب".

وفي المقابل، قال ترامب، في بيان أصدره مكتبه الصحفي: "إن سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف".

وأضاف: "يجب معاقبة جميع من يساعدون القتلة"، مؤكدا أن منظمات إرهابية شريرة وأيديولوجية عنيفة وراء الهجمات في الدولة المصرية، وفق تعبيره.



التعليقات (6)
سعود عبدالله محمد انعيمي
السبت، 27-05-2017 07:41 م
اكذوب كذبة يصدقونها البشر ،، بلا نباح
يوسف
السبت، 27-05-2017 06:36 م
هذا ما يسمونه اضرار ثانوية وضحايا حرب في سبيل وصم قطر بالارهاب ورعايته
ظافر
السبت، 27-05-2017 06:13 م
مادم الارهابيون بزي عسكري عليكم بالبحث من هوالقاتل الحقيقي الوضع زاد تعفنا في مصر اثر غياب الديمقراطية ينبغي انتخابات برلمانية ورئاسية عاجلة لانقاذ البلاد.
واحد من مصر
السبت، 27-05-2017 05:24 م
لقد تعود العسكر منذ الانقلاب عمل الجنازات ثم اشباع اتباعهم لطم في هذه الجنازات ، اللهم عليك بهذه الفئة الباغية من العسكر والاعلاميين التابعين لهم
ساس
السبت، 27-05-2017 04:43 م
ذكرني بالاذاعي باحمد سعيد في حرب 67 .. نفس العقليه المتخلفه..لا تعليق