سياسة دولية

صناعة السلاح في أمريكا و"إسرائيل".. أموال وأعمال وجرائم

الصحيفة كشفت أن إسرائيل من بين الدول الناجحة في تصدير السلام في العالم - ا ف ب
الصحيفة كشفت أن إسرائيل من بين الدول الناجحة في تصدير السلام في العالم - ا ف ب
استعرضت صحيفة إسرائيلية صناعة وبيع السلاح في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل"، وهي الصناعة التي تدر مليارات الدولارات وتوفر آلاف فرص العمل.

ذروة سباق تسلح

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن عام 2016، هو "الأكثر نجاحا لصناعة وتجارة السلاح منذ نهاية الحرب البائسة"، منوها أن العالم اليوم في "ذروة سباق تسلح غير مسبوق في عصر ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي"، وذلك وفقا للمنظمة السويدية الدولية التي تراقب بيع العتاد العسكري.

وأشارت الصحيفة في مقالها الافتتاحي اليوم، والذي كتبه الخبير الإسرائيلي في الشؤون الدولية، نداف إيال، إلى أن "معظم كميات السلاح التي تم شراؤها، تقع في الشرق الأوسط دون إسرائيل ومنها؛ السعودية التي تصدرت شراء السلاح ذو المغزى الاستراتيجي، إضافة لقطر".

وقبل بضعة أيام شهد العالم التوقيع على صفقة سلاح كبرى بين الولايات المتحدة والسعودية، التي "لا سبيل لها لدفع ثمن هذه الصفقة إلا إذا ارتفعت أسعار النفط دراماتيكيا"، بحسب الصحيفة التي أضافت بنبرة السخرية: "حرب صغيرة أم كبيرة، المشكلة تحل، والسلاح بات موجودا، والسعوديون يعطون الانطباع أنهم يخططون لواحدة مع إيران".

ونوهت الصحيفة، أنه "لا حاجة لأن ننسب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التسيب في بيع السلاح، فهو مستمر على سياسة سلفه بارك أوباما"، مبينة أنه "لم يكن هناك رئيس أمريكي منذ نهاية الحرب الثانية باع سلاحا أكثر من أوباما، الحائز على جائزة نوبل للسلام".

وأضافت: "الأمريكيون يبيعون السلاح كالمجانين، وصناعة السلاح هي الطريق المشوه للعالم، ولكن الفجوة الأخلاقية التي لا تطاق، تبدأ عندما تدفع صناعات السلاح بالسياسة، وتحرك السياقات بنفسها".

فكرة حيازة السلاح

وأوضحت الصحيفة، أن "أسياد الحرب، صناع وتجار يفعلون هذا على مراحل في أفريقيا، إضافة للمكسيك التي صودرت فيها 70 ألف قطعة سلاح في السنوات الأخيرة خلال حرب المخدرات، حيث في الغالب اشتريت بشكل قانوني من المعارض المفتوحة أو الشبكات الوهمية في أمريكا، وهربت إلى المكسيك عبر مسارات تهريب المخدرات".

وهكذا "تدفقت مئات ملايين الدولارات بشكل غير مباشر لشركات صناعة السلاح الأمريكي، فالمال يمر من المدمنين إلى صناعات السلاح، وهؤلاء يستخدمونه كي يتأكدوا من ألا تفرض قيود أساسية على شراء السلاح"، وفق "يديعوت" التي أكدت أن "مجموعة ضغط السلاح الأمريكي هي الأقوى والأهم في الولايات المتحدة".

ولفتت الصحيفة، أن عدد قتلى الأمريكيين منذ منتصف القرن العشرين، بنار المسدسات والبنادق داخل الولايات المتحدة، أكثر من عدد قتلى أمريكا في الحروب التي خاضتها منذ حرب الاستقلال في القرن الـ 18، ورغم ذلك، يتمسك الأمريكيون بفكرة حيازة السلاح الأكثر تساهلا في العالم.

أما بالنسبة لـ"إسرائيل"، فأكدت الصحيفة أنها "من بين الدول الناجحة في تصدير السلام في العالم، وتجارها منتشرون في كل القارات"، كاشفة أن "إسرائيل" ستعقد معرضا عالميا للسلاح الأسبوع القادم، وسيحضره مندوبون عن الكونغو، وجمهورية وسط إفريقيا، ومينمار، وساحل العاج، وهي مناطق لديها مشكلة في شراء السلاح الذي سيباع في المعرض".

وتساوي صناعة السلاح بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي مليارات الدولارات وآلاف فرص العمل، وهذا لن يتغير، وهنا مطلوب من إسرائيل أن تتخذ جانب الحذر الشديد، لأنه من السهل جدا إلقاء الذنب عليه، لكن وبدون أكاذيب، هناك مسؤولية تقع على عاتق تل أبيب تجاه المنتج المباع، فالصواريخ ليست أنابيب تنقيط.
التعليقات (0)