مقابلات

الأشعل بحوار لـ"عربي21" يطالب السيسي بضمانات ومناظرة علنية

عبدالله الأشعل
عبدالله الأشعل
أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، الدكتور عبدالله الأشعل، على ضرورة تقديم قائد الانقلاب العسكري، عبدالفتاح السيسي سبعة ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية لاختيار الرئيس القادم في 2018، على أن تتعهد بتنفيذها دول كبرى.

وفي حديث خاص بـ"عربي21"، أكد المرشح الرئاسي السابق وأستاذ القانون الدولي، أنه بصدد إعداد مبادرة تهدف للم شمل الفرقاء المصريين وتوحيد صفوفهم للتخلص من نظام الحكم العسكري، بتقديم مرشح تختاره الجماعة الوطنية في مواجهة السيسي.

وانتقد الأشعل ما آلت إليه البلاد على يد النظام العسكري، مطالبا السيسي بإعلان ما يدعيه من إنجازات حققها في ولايته الأولى بمناظرة علنية، فيما قدم فكرته حول كيفية التعامل مستقبلا مع الرئيس محمد مرسي، موجها عدة رسائل لفئات وفصائل مصرية ذات تأثير في الحالة المصرية.

وتاليا نص الحوار:

ما تعليقكم على الأوضاع السياسية بعهد السيسي؟

أرى أن السيسي منذ أن جاء للسلطة؛ قدم من الوعود الكثير، إلا أنه لم ينجح في الوفاء بأي من تلك الوعود التي أصبحت تتناقض مع الواقع؛ وكان يُتوقع أن يبدأ السيسي في الحفاظ على ما بقي من مصر ويحافظ على تماسك المجتمع ويدعم البلاد بالخطط التنموية ورفع مستوى التعليم، وصون مكانة مصر الخارجية.

ولكن السيسي ينهي الفترة الأولى من حكمه وقد انهارت حقوق الإنسان بالداخل، وتدهورت مكانة مصر الدولية، حتى أصبحت "رجل العرب المريض"، واقتربت أكثر من إسرائيل، ومن المرجح أن يشهد عهد السيسي انطلاق حلم إسرائيل الكبرى وعاصمتها القدس المحتلة في 2020، كما أن السيسي لا يستمع لأحد، ويطلق يد أذرعه الإعلامية لمواجهة من يختلف معه، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي أحاطت بالمصريين على يديه.

هل تتوقع أن يفوز السيسي بولاية ثانية رغم ما ذكرت من أزمات؟ 

السيسي إذا دخل الانتخابات الرئاسية بهذه الحالة؛ سيهزم بلا شك، وأنصحه إذا أراد أن يقيم تجربة ديمقراطية حقيقة؛ أن يعتزل الحياة السياسية، ويحمي التجربة الديمقراطية ويحاول إنجاحها، ويعود للجيش ويجعله أكثر احترافية، وإذا أراد غير ذلك فإننا لن نقبل ما يجري للشعب الذي لا يستحق ما يحدث له.

السيسي يتحدث عن إنجازات.. ما تعليقكم؟

إذا كان السيسي يتخيل أنه قدم إنجازات يمكن أن يتحدث عنها؛ فعليه أن يعلنها بمناظرة عامة وليس في لقاء خاص بمؤيديه أو من خلف الستار، بل عليه أن يواجه الشعب الذي لم ينزل إليه مرة واحدة، وعليه أيضا، أن يفتح المجال العام ويطلق الحريات، ويستمع للطرف الآخر. 

وأعتقد أن حكم السيسي غير دستوري من الأساس؛ لأنه وصل للسلطة بترشيح من المجلس العسكري ولذا فإن فترة حكمه باطلة دستوريا، كما أنه لم يحترم الدستور الذي وضعه ولم يلتزم بمواده ولم يحترم نصوصه، ولم يحترم القانون ولا القضاء المصريين وسلب مؤسسات الدولة اختصاصاتها وجمع السلطات بيده.

ولذا إن أراد أن يترشح لولاية ثانية، فعليه أن يقول في مناظرة عامة ماذا احترم ونفذ من مواد الدستور خلال فترة حكمه، ويعلن أنه سوف يتقيد بنصوصه.

هل تتوقع وجود مرشحين فعليين أمام السيسي؟

الترشيحات الفردية لا معنى لها؛ ففي البيئة المفتوحة ليس هناك ضمانات، ولذا أقترح أن أي ترشيح يتم من خلال إجماع وطني وكتلة وطنية متماسكة ترشح هي من تراه مناسبا بناء على ميثاق وطني يقبله الجميع.

كيف يتم الإجماع الوطني؟

أقوم حاليا على إعداد مبادرة متكاملة تجمع أطياف المجتمع داخليا وخارجيا؛ وهدفها لم شمل فرقاء الوطن وصنع حالة من التوافق والتناغم والتوائم الوطني بين جميع المصريين دون استثناء، فمصر للجميع ونحن وعاء يتم تفريغه ويجب أن نكون أمة محترمة بين الأمم، ومصر لا تستحق هذا التدهور في ظل ما لدينا من قدرات وكفاءات.

ما الضمانات التي تطلبها لتحقيق انتخابات ديمقراطية سليمة؟

في ظل عدم تحقيق السيسي لأية وعود قطعها على نفسه؛ هناك ضمانات أساسية يجب توافرها لإتمام العملية الانتخابية على أن تعلن الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبقية أعضاء مجلس الأمن الدولي) عن ضمان تنفيذ تلك الضمانات، وهي كالتالي:

أولا: ضمانة شخصية للمرشحين على أمنهم وحياتهم وتأمينهم خلال العملية الانتخابية وعدم اغتيالهم معنويا من خلال الإعلام الفاسد.

ثانيا: أن تكون هناك مساحات متساوية لكل المرشحين لمخاطبة الرأي العام وعدم التضييق عليهم أو تعقبهم.

ثالثا: تقدم الدولة مبلغا ماليا لكل مرشح، وتمنع تلقي التمويل الخارجي، على أن يلغى ترشح من يثبت بحقه.

رابعا: تشكيل حكومة من شخصيات عامة منوط بها إجراء الانتخابات.

خامسا: أن تكون هناك رقابة دولية صارمة على العملية الانتخابية.

سادسا: أن تقوم القوات المسلحة بحراسة العملية الديمقراطية وعدم التدخل فيها مطلقا.

سابعا: الاتفاق على هذه الضمانات يستتبعه توقف البرلمان وأجهزة الدولة المختلفة عن دعم السيسي، والأفضل ألا يترشح.

تدعو السيسي ألا يترشح؛ بينما لو ترك السلطة فعنقه ستقع تحت المقصلة؟

إذا كان السيسي يخاف من المساءلة السياسية والجنائية؛ فعلينا نحن كجماعة وطنية أن نضمن له "الخروج الآمن"، للتخلص من سيطرة العسكر على السلطة، كما حدث في تشيلي وكما طرح إبان الثورة بحق حسني مبارك.

بماذا تنصح أي مرشح يقدم على تلك الخطوة؟

أناشد كل مرشح ألا يتخذ القرار قبل الحصول على الضمانات السابقة؛ وأطالبه بأن يراجع نفسه ويسألها هل هو يفهم شئون الدولة ويعرف ما يجري في دولاب العمل الحكومي؟ وهل له سابقة العمل السياسي؟ فإدارة الدولة مثقلة وتحتاج من له سابق خبرة أو لديه علاقات دولية.

ماذا عنكم وفكرة الترشح؟

إذا تم تقديم الضمانات التي ذكرتها؛ فليس هناك مشكلة في أن أترشح في إطار الجماعة الوطنية المتمسكة بإقامة نظام ديمقراطي وطني يحمي البلاد ويصون أرضها وكرامتها ويصنع مستقبلها.

شباب الثورة والإخوان سيطلبون من أي رئيس مدني القصاص للدماء، فما العمل؟

الرئيس القادم بمؤسسات منتخبة ديمقراطيا يمكنه أن يضمن تحقيق عدالة انتقالية؛ وذلك كله يتوقف على عملية انتخابية حرة، ولنا مثلا في الرئيس التونسي قايد السبسي، أحد أركان نظام زين العابدين بن علي، والذي وجد المصلحة في تأييد مطالب الثورة.

ولذا أطالب المؤسسة العسكرية أن تعترف بأن حكام مصر العسكريين فشلوا في إدارتها منذ 1952، ومن غير المنطقي استمرار الفاشلين بالحكم، وأدعو القادة أن يتخلوا عن المصالح الشخصية وكفاهم ترديد الشعارات فقط فتحت "شعار تحيا مصر" تم تدميرها، وليعودوا بالجيش لثكناته ووظيفته الأساسية لحماية حدود الوطن ويتركوا السياسة للسياسيين.

ما الموقف من الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا؟

المفروض أن تصدر الحركة الوطنية المزمع تشكيلها بيانا لإطلاق سراح المسجونين وبينهم الرئيس مرسي، وعندما يكون هناك نظام جديد غير عسكري يرى ما يمكن عمله بحقه؛ والمهم أولا هو عبور العقبة الأولى والتخلص من الحكم العسكري، فلو تحدثنا مسبقا عن مصير الدكتور مرسي فلن تجد اثنين يجمعان على رأي واحد.

ماذا تقول لقيادات الإخوان المسلمين، وللسلفيين، وعناصر تنظيم الدولة؟

أقول للإخوان: دخلتم تجربة خاطئة أصبحت ذريعة لحكم العسكر، ورغم أن الجيش كان يخاف أن تذهب السلطة بعيدا عنه منذ 1952، إلا أن دخولكم الرئاسة مكن العسكر من مصر ثانية؛ وكان يجب عليكم أن تقرأوا تاريخ الحكم العسكري جيدا، ورغم أن دوركم المجتمعي لا يغفله أحد إلا أنه يجب عليكم التراجع خطوة للوراء.

وأقول للسلفيين: نحن نفهم الدين كما تفهمون وإن الله تعالى إله للجميع وإن علاقة الإنسان وخالقه خاصة، فدعوا الوصاية على الشعب وأطالبكم بعدم التدخل في السياسة ومساندة مصر التي تتعرض للدمار.

وعن الشباب الذي استهوته أفكار تنظيم الدولة، أرى أنه انحراف فكري قد تكون اضطرتكم إليه الظروف؛ ولكن وجبت عليكم العودة لصحيح دين الله، لأن هذا التطرف لا يخدم الدين ولا الدنيا؛ فتسابقوا للحياة دون الموت بلا مقابل، فالوطن الحر، أولى بكم.

ماذا تقول لشباب ثورة يناير (كانون الثاني) 2011؟

كنتم في طليعة الثورة ولكن موقفكم تذبذب كثيرا، صحيح أن تجربة الإخوان تركت مرارة؛ ولكن الآن ليس هو وقت المرارة؛ ولمصلحة الوطن عليكم أن تجتمعوا خلف مرشح واحد والإصرار على اكتمال العملية الديمقراطية.

ما رسالتك للعلمانيين والليبراليين وكذلك اليساريين بمصر؟

ليس هناك ليبرالية في مصر؛ وأقول للعلمانيين إن ما تقولونه تفرضه أطماع شخصية ساهمتم بها في ما وصلنا إليه، والوطن لا يستحق منكم ما وصل إليه من تقسيمات وتحزبات ساهمتم فيها. 

أما عن اليساريين؛ فلم يعد هناك يسار مثل ذلك الذي كان يتقدم الحركة الوطنية، وأقول لهم عودوا لليسار الذي يطالب بالتقدمية واستقلال الوطن.

ماذا تقول لإخوة الوطن من المسيحيين؟

عشتم قرونا طويلة بين إخوانكم المسلمين وتعلمون أن الإسلام يحض على التعاطف والتكاتف ودولة المواطنة وحرية العبادة؛ وتأكدوا أن الانتماء للوطن وليس الانحياز لحاكم هو ما يحميكم، ونحن إخوانكم ولسنا بأعدائكم، فدعوا التحزب وضيق الأفق.

ماذا عن الأذرع الإعلامية للنظام؟

اتقوا الله في بلادكم وكفاكم تغييبا للعقل المصري بأموال المصريين، وكفاكم تواطؤا على بلادكم، عودوا إلى خدمة بلدكم ودوركم في تثقيف الشعب.

وأطالب النخب المصرية عامة؛ بالتمييز بين مصلحة النظام وبين مصلحة الوطن وعدم الاستعلاء على الشعب باسم النظام، وتأكدوا أنه ليس كل من ينتقد النظام فإنه بالتالي ينتقد الوطن.
1
التعليقات (1)
عربي
الخميس، 18-05-2017 09:10 م
...كلام الدكتور وللاسف ليس له اية علاقة بالواقع السياسي المسيطر على المشهد في مصر، وبتعد كثيرا عن مفهوم السياسي! كان الله في عون مصر والمصريين.

خبر عاجل