سياسة عربية

زيدان يرد على ما لم يقله ليبرمان.. وبلاغ ضده لنيابة مصر

زيدان أطلق سيلا من الهجوم على شخصية صلاح الدين الأيوبي- أرشيفية
زيدان أطلق سيلا من الهجوم على شخصية صلاح الدين الأيوبي- أرشيفية
ارتكب الروائي المصري يوسف زيدان خطأ كبيرا، لم يقم بتصحيحه أو الاعتذار عنه، حتى هذه اللحظة، عندما قام بالرد عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على تدوينة منسوبة زورا إلى وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في وقت تقدَّم فيه محام حقوقي ببلاغ ضده إلى النائب العام المصري، على خلفية تصريحاته المسيئة بحق صلاح الدين الأيوبي.

هكذا ردَّ على تدوينة زائفة؟

وكتب زيدان تدوينة عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك" اعتبر فيها حديث ليبرمان، الذي لم يقله "صيدا في الماء العكر"، معرضا بالإخوان، على الرغم من عدم علاقتهم بالأمر.

وقال زيدان: "هذا صيدٌ آخر في الماء العكر، يتوافق فيه الإخوان والوزير الإسرائيلي، استغلالا لجهل الناس في بلادنا بأن اليهود يعشقون صلاح الدين الأيوبي، لأنه أدخلهم إلى إيليا (أورشليم، القدس)، بعدما كانت العهدة العمرية تحظر دخولهم إليها، ولأنه اتخذ من موسى بن ميمون، أهم مفكر يهودي في العصور الوسطى، طبيبا خاصا، وسمح له بالارتداد إلى اليهودية، بعدما كان موسى بن ميمون قد أعلن إسلامه في الأندلس قبل مجيئه لمصر، فلما اطمأن في جوار صلاح الدين الأيوبي، أعلن عودته لليهودية".

واختتم زيدان تدوينته معلقا: "يا قوم.. الملعوب كبير".

تدوينة ليبرمان زائفة

أما التدوينة المنسوبة إلى ليبرمان، التي خصَّها زيدان بالتعليق، برغم عدم صحة نسبتها إليه فجاء فيها: "سعيد للغاية بتصريحات المؤرخين المصريين التي تنزع القدسية عن أكبر إرهابي في التاريخ الإسلامي صلاح الدين، وعن أسطورة المسجد الأقصى المصطنعة".

وأضافت التدوينة الزائفة أن هذه التصريحات "بداية لعودة التاريخ إلى أصوله وتدفع في اتجاه إيجابي بكون القدس عاصمة أبدية لـ"دولة إسرائيل".

وتابعت: "هذه بداية عودة التاريخ إلى أصوله، وردّ الحق إلى أصحابه، وتؤكد أن أورشليم القدس هي العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل العظمى".

"صوت الأمة": إنه "أفكادوا دوبرمان"

ومن جهتها، كشفت صحيفة "صوت الأمة"، أن التصريح المنسوب لـ"أفيغدور ليبرمان"، ليس موجودا على صفحته بموقع "فيسبوك"، وإنما موجود على صفحة مفبركة للوزير الإسرائيلي، تدعى "أفكادوا دوبرمان"، مؤكدة أن الروائي يوسف زيدان وقع في فخ إعلام "الجماعة الإرهابية"، تقصد جماعة الإخوان المسلمين، وذلك لمجرد أن شبكة "رصد" استندت إلى تلك الصفحة المفبركة في نسبة التعليق للوزير، برغم ما هو معروف من أن الشبكة مستقلة عن الإخوان، ولا علاقة بينهما.

عداء زيدان للأيوبي يبلغ القضاء

إلى ذلك وصلت قضية تصريحات يوسف زيدان المسيئة بحق صلاح الدين الأيوبي إلى أروقة النيابة العامة المصرية.

وتقدم المحامي الحقوقي خالد المصري، ببلاغ إلى النائب العام، المستشار نبيل صادق، ضد زيدان، يتهمه فيه بازدراء وإهانة أحد الرموز الإسلامية.

وذكر البلاغ أن زيدان صرح تصريحا مهينا للقائد العظيم والرمز الإسلامي الكبير صلاح الدين الأيوبي، الذي يُعتبر قدوة ومثلا أعلى في عيون شباب الأمة، وفق البلاغ.

وأضاف المصري في بلاغه أن ما فعله زيدان هو الوقوف صفا واحدا مع أعداء الأمة، الذين قسمهم صلاح الدين بتحرير بيت المقدس، مطالبا باتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة حيال البلاغ، وفتح تحقيق عاجل وموسع بشأن الواقعة.

وفي تصريحات صحفية، برّر المصري، بلاغه قائلا: "ليعلم هو وأمثاله من الذين يتطاولون على أسيادهم وأسيادنا وسادات الأمة أن أمثال هؤلاء الرموز ما ماتوا وما تركوا الدنيا لينهش الرويبضة في أعراضهم، بل أحياء في قلوبنا، وعظماء في تاريخنا، وسنذود عنهم ما حيينا.. لا نخشي في الله أحدا، ولا لومة لائم".

زيدان يهاجم أصحاب "ثقافة العناوين"


في المقابل، قال زيدان إنه حذف مئات الشاتمين له من صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك" خلال اليومين الماضيين، على خلفية تصريحاته حول صلاح الدين.

وتعجب زيدان من أن أغلب الشاتمين له ينتقدونه عبر صفحات وهمية، حفاظا على مصالحهم مستعملين سلاح الإيهام استغلالا لثقافة العناوين، وفق قوله.

وبحسب تدوينته: "في هذين اليومين، حذفت مئات الشاتمين وحظرت دخولهم الصفحة، وكان العجيب أن معظمهم ربما خمس وتسعين بالمائة منهم، صفحات وهمية ليس".

وتابع: "إنهم حفاظا على الأوهام التي تخدم مصالحهم، يستعملون سلاحا قديما اسمه (الإيهام) استغلالا منهم للحالة المزرية السائدة ببلادنا اليوم، أعني الحالة المسماة: ثقافة العناوين"، حسبما قال.

وكان زيدان أطلق سيلا من الهجوم على شخصية صلاح الدين الأيوبي، ووصفه بأنه سفاح، وليس بطلا، مضيفا أنه "من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني".

وزعم أن "صلاح الدين حرق مكتبة القصر الكبير التي كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوة سياسية معتادة حتى الآن، وهي مواجهة الفكر الشيعي"، وفق قوله.
التعليقات (0)