اقتصاد عربي

ما علاقة زيارة ترامب إلى السعودية ببيع "أرامكو"؟

محمد بن سلمان ترامب - أ ف ب
محمد بن سلمان ترامب - أ ف ب
وسط مخاوف مسؤولين سعوديين من إدراج أسهم لشركة النفط العملاقة "أرامكو" في بورصة نيويورك، في ظل تزايد الدعاوى القضائية الأمريكية، التي تطالب السعودية بصرف تعويضات لضحايا ومتضرري هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، كشفت مصادر مطلعة أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة في 19 أيار/ مايو الجاري، سيعقبها زيارة وفد من بورصة نيويورك.

وقالت المصادر لرويترز إن زيارة وفد من بورصة نيويورك، يأتي في محاولة لاجتذاب طرح عام أولي لشركة النفط العملاقة أرامكو السعودية المملوكة للدولة، والذي تقدر قيمته بنحو 100 مليار دولار، بحسب مسئولين سعوديين.

وتتهافت البورصات العالمية، الغربية والآسيوية، بوساطات وإغراءات حكومية تخطب الود السعودي، للفوز بقطعة من كعكة "أرامكو".

اقرأ أيضا: "أرامكو".. لماذا تبيع السعودية الدجاجة التي تبيض ذهبا؟


والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستوافق السعودية على إدراج "أرامكو" ببورصة نيويورك على الرغم من الدعاوى القضائية الأمريكية المتزايدة التي تطالب المملكة بصرف تعويضات كبيرة للآلاف من ضحايا هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001، وعدد كبير من الشركات التي تدعي خسارة المليارات من الدولارات نتيجة خسائر في الأعمال التجارية، وأضرار في الممتلكات؟

أكد المستشار المالي السعودي، ومدير إدارة الأبحاث والمشورة في شركة البلاد المالية، تركي فدعق، في تصريحات لـ"عربي21" أن طرح جزء من أسهم "أرامكو" في بورصة نيويورك يتوقف بشكل كبير على مدى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من قانون "جاستا".

وتسعى بورصات نيويورك ولندن وهونغ كونغ وسنغافورة وطوكيو وتورونتو جميعها إلى الفوز بنصيب من الطرح العام الأولي لأرامكو.

وقال فدعق، إن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها السلطة لإيقاف هذا القانون، لافتا إلى أن السعوديين يترقبون موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هذا القانون بعد زيارته المرتقبة إلى الرياض.

وأضاف أن موقف الإدارة الأمريكية من قانون "جاستا" سينعكس إيجابا أو سلبا على العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وليس فقط طرح جزء من أسهم "أرامكو" في بورصة نيويورك.

اقرأ أيضا:خيارات صعبة أمام الرياض لمواجهة "تعويضات جاستا"

وأوضح مدير إدارة الأبحاث والمشورة في شركة البلاد المالية، أن زيارة وفد من بورصة نيويورك إلى الرياض، سبقته زيارات وفود عدة من بورصات عالمية، لإبراز المزايا الموجودة لديهم، للفوز بإدراج جزء من أسهم "أرامكو"، كان آخرها وفد من بورصة طوكيو قبل عدة أسابيع.

وأشار إلى أن طرح جزء من أسهم "أرامكو" بالبورصات العالمية، يحكمه الجوانب الاقتصادية أكثر من السياسية، مضيفا أن الجوانب السياسية تدعم فقط الاطمئنان أو التخوف في عملية الطرح، لكنها ليست الحاكمة.

وتأتي زيارة وفد بورصة نيويورك إلى الرياض في أعقاب زيارة مماثلة قام بها كزافييه روليه، الرئيس التنفيذي لبورصة لندن، مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أثناء زيارتها إلى الرياض في نيسان/ أبريل الماضي، وانضم إليها في اجتماعات مع مسؤولين اقتصاديين سعوديين في محاولة لتعزيز فرص لندن.

وأعلن نائب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، كوتارو نوغامي، في وقت سابق للصحفيين، أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، طلب من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارة الأخير إلى اليابان في إطار جولته الآسيوية الأخيرة، دعم إدراج أسهم "أرامكو" في بورصة طوكيو، مؤكدا أن الملك سلمان وعد آبي بأن المملكة ستنظر في الطلب، وتمنى أن يشتري المستثمرون اليابانيون أسهم "أرامكو".

اقرأ أيضا:مخاوف من بيع ثروات المملكة للأجانب.. ووزير سعودي يرد (فيديو)

وتخطط "أرامكو" لإدراج نحو 5 بالمئة من أسهمها، غالبيتها في سوق الأسهم السعودية (للتداول)، ومن المرجح إدراج الباقي في بورصة أو بورصتين أو ثلاث بورصات عالمية بحسب ما قالته مصادر في وقت سابق.

وتصدرت، خلال الأسابيع الماضية، قائمة الأكثر تداولا على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وسوم سعودية معارضة لبيع شركة أرامكو، أبرزها وسم #الشعب_يعارض_بيع_ارامكو، ووسم #محمد_باع_الدجاجة (ووصف البعض "أرامكو" بأنها الدجاجة التي تبيض ذهبا للمملكة).

وقالت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير نشرته في عددها الصادر أمس، تحت عنوان "استياء في السعودية من خطط لبيع حصص من شركة النفط الوطنية أرامكو".

وقالت الصحيفة: "ينظر إلى البترول في السعودية على أنه ضامن أساسي لمستقبل البلاد"، مؤكدة أن "السعوديين يحبون أرامكو، شركة النفط الوطنية، وينظرون إليها بأنها الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا".

وأشارت إلى أن "هناك قلقا على مستقبل مصدر الرخاء السعودي، جراء خطة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بطرح 5 في المئة من حصة الشركة للاكتتاب".

اقرأ أيضا: سعوديون يصرخون: نتوسل إليكم لا تبيعوا "أرامكو"

التعليقات (1)
عابر سبيل
الإثنين، 22-05-2017 03:54 ص
مقال جميل ويؤكد قوة السعودية في تاميم ارامكو سنة 1981 حيث كانت حصة شركات الامريكية منذ انشائها 60?‏ واليوم والعالم يتهافت على استثمار 5?‏ منها . الضعيف من يفكر بالضعف