الهجرة قبل أن تكون تأشيرة سفر و ترحالاً إلى البلاد البعيدة هي في جوهرها النفسي مغادرة لمواقع السكون والراحة وإلف الأشياء مع ما يقتضيه ذلك من مجاهدة شاقة لرغبات النفس الطبيعية في الاستقرار والركون: "كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون".
خروج عشرات آلاف المواطنين النمساويين بشكل عفوي لاستقبال اللاجئين السوريين وتوزيع الطعام والمساعدات عليهم هو مشهد مفعم بدلالاته الإنسانية. ليس ثمة مؤامرة ولا حسابات سياسية بل هو تعبير شعبي تلقائي عن الخير الكامن في الفطرة الإنسانية، وهو شاهد للمجتمعات الأوروبية على تمكنها من ارتقاء درجة أعلى في سلم ا
الديمقراطية الفاعلة لا تكون بحرية الكلام وحده، بل بقدرة الشعب على فرض نفسه كقوة سياسية مؤثرة قادرة على صناعة القرار ومراقبة السلطات وامتلاك أدوات قانونية وتنفيذية في الكشف عن الفاسدين ومحاسبتهم.
علينا أن نحرر موضع الخلاف بدقة، مشكلتنا لن تكون يوما مع التشيع الروحي ولا مع أي مذهب أو شريعة في العالم، مشكلتنا فقط في تحول الدين إلى عصبية قومية وإلى وقود مشروع علو وإفساد في الأرض..
تحتل قصة فرعون ومواجهته مع موسى أكبر مساحة من القصص القرآني، ولهذا التركيز دلالاته، فالقرآن لا يقص القصص من باب السرد أو التسلية إنما لعلهم يتفكرون، و كل القصص والشخصيات القرآنية تحتوي ترميزا مكثفا لقوانين نفسية واجتماعية مطردة يعالجها القرآن عبر شخصيات وقصص تاريخية..
في البدء وحتى لا نغرق في متاهة اللغة فتضيع المعاني لا بد من ضبط دلالات الألفاظ، ما أقصده بالإيديولوجيا ليس الدين، بل هي مجموعة من التصورات الجامدة المسبقة غير القابلة للنقد و التي تحكم رؤية أصحابها للواقع فتحول بينهم وبين التفاعل المباشر مع معطيات الواقع والخلوص من المقدمات المعلومة.
أثار سحب جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حاليا، رئيس الأمن الوقائي سابقا، لطلب تعليق عضوية إسرائيل من الفيفا ردود أفعال فلسطينية غاضبة، وتجاوزت دائرة الغضب الفلسطينيين لتشمل المتضامنين الدوليين الذين يناضلون انتصاراً لقضية فلسطين العادلة
لا تبدأ مشكلة العنف من الأفعال المادية الملموسة بل من عالم الأفكار، من تلك البذور المسمومة التي تلقى في النفوس ثم تغذى بالكراهية حتى تكبر وتتحول إلى شجرة خبيثة تؤتي أكلها حرباً وموتاً ودماراً..
قال أحدهم: "أظن أن الله سيجزيني قصرا في الجنة من كثرة ما نالني من ظلم على أيدي الناس"، قلت: "ولماذا لا تعمل يا صديقي ليرزقك الله بقصر في الجنة على مجاهدتك لهذا الظلم ورفضك له وانتصار العدل على يدك!"
كل ما تدفعه الأمة اليوم من ثمن باهظ نتيجة طبيعية لكفرنا بالإنسان وإيماننا بالسلاح، ولن تعرف أوطاننا سلاماً ولا أمناً لأي فريق إلا حين نؤمن بالحب والحوار ونكفر بالمذهبيات والطوائف المقيتة..
يقاس النجاح السياسي لأي جماعة بمدى امتلاكها أوراق ضغط تستطيع بها إلزام عدوها بتحقيق مصالحها وإشعاره أن لديه ما يخسره إن فكر في الاعتداء أو التضييق عليها، فإن فقدت هذه الجماعة أوراق الضغط الكافية في مواجهتها فستجد نفسها مكبلةً عن القدرة على تحقيق أهدافها أو إبداء أي قدر من المناورة والحركة.
في مقابلة له مع صحيفة هآرتس الشهر الماضي، حذر رئيس وزراء الاحتلال السابق إيهود باراك من أن إسرائيل قد تجد نفسها في مواجهة عزلة مؤلمة للغاية مع تطور حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات".