بات من الممكن، بعيدا عن المبالغة والتهويل وأحاديث الأماني، أن نقول إن المقاومة في غزّة قد حقّقت نصرا استراتيجيا يتجاوز ما كان من بلائها على الساحة العسكريّة
داعش ومشتقاتُها وأخواتُها من الجماعات الدينيّة المتطرّفة العنيفة عصاباتٌ إجراميةٌ تجعل من الشريعة غطاءً لما ترتكبه من حماقات ومسوّغا لما تأتيه من جرائم فتشوّه للناس دينهم وتفسد عليهم دنياهم.. هذا أمر لا جدال فيه.
يذهب د. عبد الوهاب المسير إلى اعتبار دولة إسرائيل نمطا إمبرياليا أمريكيا.. وهي دولة ذات فائدة للاستعمار الغربي.. وليس لتلك الدولة، في رأيه، قوّة ذاتية.. ولكنّها إنّما تستمدّ قوّتها ممّا تقدّمه من خدمة للاستعمار الغربي.. لأجل ذلك يسمّيها "دولة وظيفيّة"..
1. في مثل هذه الأيام من السنة الماضية أضفنا إلى طقوس شهر رمضان المعظّم طقسًا جديدا من سُنَنِ الثورة العربيّة الكبرى.. طقس مرافقة اعتصام ميدان رابعة العدوية بقاهرة المعزّ في أكناف الثورة المصريّة المصادَرَة المصابِرة..
(وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى)...- قرآن كريم -
تمكّن المصريّون، بفضل مقاطعتهم لانتخابات الدمّ التي أُجريت أيّام 26 و27 و28 أيار/ مايو 2014، من قلبالمعادلة التاريخية التي ظلّت تحكم مصر لدهور طويلة: معادلة الفرعون والشعب.. الفرعون يحمل الشعب على طاعته عبر الاستخفاف به..
من دروس الشعب المصري المعذب بعد ثلاثة أيام من الانتخاب والانتحاب: الأيام تفصح والتاريخ يفضح.. والمعركة لم تنته.. والثورة رغم ما ألمّ بها وبأبنائها تتحامل على نفسها وتمضي.. تستكمل مسيرها باتجاه بلوغ غاياتها.. وهذا الذي يجري بعضُ فصولها...
منذ قيام الثورة بات الفرز واضحا: أنصار الثورة وأهلها في مقابل خصومها وأعدائها والمتضرّرين من قيامها.. هذا من الوجهة النظرية، إذ إنّ لكل ثورة أنصارا تقوم بهم، وهؤلاء هم المظلومون والمقهورون.. وأعداءً تقوم عليهم.. وأولئك هم سلالة النظام القديم وبقاياه والمتمعشون منه.. هذه معادلة بديهية لا خلاف عليها..