التجمير عند أهل تونس هو تسخين أكلة قديمة عند العجز عن طبخة جديدة ويبدو أنه تقليد قديم من زمن الفقر حين استعمال الجمر قبل اكتشاف الموقد الغازي لكن المسألة اللغوية هنا غير مهمة بل الأهم أن الحكومة القائمة على أساس وحدة وطنية عادت تجمّر البايت لشعبها الذي يبحث بين سيقان وزرائها المتزاحمين على بلاتوهات
في قمة التراجيديا لا بد من انفجار عقدة النص إلى حل ينتج فصلا جديدا. توجد حرب أهلية عربية مؤجلة باسم الحفاظ على الدويلات القطرية لعل أوانها قد آن في الزمن الطرمباوي..
القلق يخيم على السوشيال ميديا التونسية. الصحافة المكتوبة أغرمت أكثر من أي وقت مضى بالحديث عن الجرائم الفردية البشعة والقنوات التلفزية تفرط في تمييع المعنى، لكن المنظومة تتراجع، وفلولها تترك أسلابا في أرض المعركة..
لا يهم أن تعرف موقع جمنة في الجغرافيا، يكفي أنها واحة صغيرة من واحات تونس أحدثت فيها حدثا سيكون له خبر في التواريخ الكبيرة. التونسيون الآن مختلفون فيها اختلافهم في أمور كثيرة لكنهم منتبهون لتفاصيلها كأنها كل تونس..
التقيا صدفة فتصافحا، وضع كل واحد منهما على وجهه ابتسامة. أحدهما كان سعيدا بالصورة فنشرها، فردّ الآخر ببيان حربي. وأشعر الجميع من حوله أن تلك الصورة والمصافحة كانت عارا يجب محوه بالدم، وسمعنا تلك العبارة الجاهلية (بيننا دم)..
عند الغنم يحمد القوم السُّرى غير أن القائد ليس خالد بن الوليد والمعركة أبعد عن اليرموك وشرف الفتوح والتأسيس بل هي في تونس ومن أجل إبقاء الوضع على ما هو عليه. القوم شرعوا في تهيئة الأرض القانونية والمؤسساتية لربح انتخابات 2019 دون شركاء وخاصة دون حزب النهضة بما يؤشر على نهاية الهدنة بين النظام القدي
لا أزعم الحكمة ولكني أستقرئ الوقائع وأجد بعض المعاني وأختم بأن الله أعلم. ولقد قرأت ما رأيت وأرى وأسمع، وأجد أن حزب النهضة التونسي قد حشر بعد سنتين من الشراكة مع المنظومة القديمة في زاوية ضيقة..
الكَفْتَاجِي ليس أخو الكفتة لكنه يمت لها بنسب غير أنه لا يعالج الإيدز على طريقة عبد العاطي، وقد يهيج البواسير لكنه يفتح بوابة إلى عقل الشعب الذاهل في عجب الله. الكفتاجي وجبة تونسية ابتدعها الفقراء من بقايا طعامهم..
في الوقت الذي تبدو فيه حكومة الشاهد في تونس مشغولة بتعديل الإجراءات الإجمالية لإعادة إطلاق عملية اقتصادية ليبرالية تحظى بثقة التمويل الخارجي وتضع نفسها في خدمة مؤسسات الإقراض الدولي؛ تجري على الأرض عمليات صغرى ذات طبيعة اقتصادية واجتماعية مختلفة تكشف أولا مستويات من القطيعة في التفكير..
لقد انتهى التنويم المغناطيسي وسيفيق الناس من كابوس الربيع التلفزي الذي تجلى ليلة المصادقة على الحكومة. ليس للوزير الشاب ذي العينين الزرقاوين عصا سحرية ضد الفساد..
لقد قام الباجي بإخفاء مزبلة تجمعت في غرفته (رئاسته) تحت الكنبة وعلينا نحن أن لا ننحني كثيرا لنرى ما تحته. أما إذا كان في تلك المزابل ما يمكن أن يتحول إلى مواد متفجرة أو منتجة لعناصر جرثومية كما كل المزابل فلا يجب أن ننشغل به كثيرا..