كم بودي أن أكتب عن تونس الضاحكة الفرحة كصبية جميلة تتعلم الحب، لكني لا أفلح في خداع وعيي، ولا أجد القدرة على الكذب على أصدقائي القلائل الذين يطلعون على ما أكتب وينتظرون الأمل.. وهل أمل ينبى على أكاذيب عارية؟
تونس دولة فاشلة. وهذه قناعة يرفض الكثيرين رؤيتها ويقول لي السياسيون في الحكم أني سوداوي ولا أرى لا نصف الكأس الفارغة. لقد نجونا من مصير ليبيا ومصر وسوريا واليمن فاحمد ربك على السلم الأهلي..
فرنسا ورجالها في تونس وعوا ما جهلنا هم من يدفع التونسيين إلى الاقتتال الذي لا يزال حتى الآن بلا دماء كثيرة ولكن الدماء لن تتأخر فالشهداء الذين أسقطوا رأس الدكتاتورية قليل وستدفع تونس أكثر بكثير لكي تحرر نفسها من طاحونة التفقير والتجهيل الفرانكفوني..
نقرأ على الورق أن البلاد لكل سكانها ونعلّم أولادنا حب الوطن، ولكن ننظر على الأرض فنجد بعض الناس ليس لهم فيها حق الوجود إلا عبيدا أو مهاجرين فإذا طمحوا إلى أكثر من ذلك قمعوا وأقْصُوا.
هذه الحكومة لن تكون قادرة إلا على إزعاج المدونين الصغار أما حيتان الجريمة والاعتداء على الملك العام والمؤسسات فهي أعجز من محاسبتهم وكل تراخ يعلمه الشارع حتى الأمي منه فيزداد جرأة على القانون وعلى مؤسسات الدولة.
يحتفظ التونسيون بسؤال ساخر من لقطة إشهارية بُثّت في الثمانينيات تسأل فيه الحفيدة جدها (بابا عزيزي) عن وجهة سيرهما فيقودها إلى محل محدد حيث كان يجد بغيته منذ زمن طويل ليثبت إخلاصه لسلعة جيدة يوفرها تاجر مخلص.
هذه الورقة مهداة إلى امرأة عربية قد تتعثر بها في موقع ما، وقد كتبتها بشفقة كبيرة ورغبة في رؤية نساء عربيات سيدات عظيمات راقيات ماجدات بلا منّ ذكوري ولا أذى ولا كذب مدع، ولا دعاية أيديولوجية تسوق لهوى خلاصة الورقة لمن تتوقف حين القراءة عند العناوين أن المرأة العربية ليست أسوأ حالا من المرأة التونسيات
وفود الحجيج التونسيين إلى دمشق تتوالى وتتشابه مهنئة ومحتفلة بالنصر ومقدمة طقوس الولاء. الوفود التي ذهبت إلى حد الآن لها لون أيديولوجي واحد أو مكونات متشابهة متقاربة سياسيا. عروبية بعثية سورية ويسارية عروبية. تقييمها للوضع في سوريا أن النظام الصديق قد انتصر وأنه جدير بالتهنئة.