السياسات السلطويّة مؤثّرة في معالم الشخصية الفلسطينية، لكنّها لن تكون قادرة على اجتثاث العوامل الأكثر أصالة في بلورة شخصيته، وهذا ما يفسّر الغضب الكبير بعد مقتل الناشط السياسي، الذي كان الأعلى سقفا والأكثر وضوحا في تعبيراته في نقد السلطة، نزار بنات
آلاء الصديق، فتاة إماراتية منفية، تدير مؤسسة لحقوق الإنسان، سُجِن والدها في الإمارات، وسُحبت منهم الجنسية، وصودرت أملاكهم، وقد نذرت نفسها بعد ذلك لحقوق البشر، جاعلة ثلاثة عناصر مرتكزات لصدقية من يعمل بهذا الحقل: القضية الفلسطينية وحقوق المرأة ومعتقلي الرأي، وظلّت على ذلك إلى أن انتهت غربتها بوفاتها.
مجرّد أمثلة على سعي إماراتي مبكّر للهيمنة على "مؤثّري" الإعلام الجديد، ومن المؤكّد أنّها باتت أكثر اهتماما بذلك، بعد هزيمة "إسرائيل" ودعاية التطبيع، إعلاميّا ودعائيّا، أثناء معركة سيف القدس، وتصّدر أنصار القضية الفلسطينية الإعلام الجديد أثناء هذه المعركة
ما كشفه "ما خفي أعظم" بعض المخفي الباطن من كفاءة هذه المقاومة وندّيّتها، وتخلّصها من الهزيمة النفسية إزاء الصلف الإسرائيلي وتفوقه العسكري والاستخباراتي، بما بدا أمرا محيرا ومتعبا للوسطاء بينها وبين العدوّ الإسرائيلي..
تأتي أهمية المواجهة الراهنة من القدس إلى غزّة في ظرف انسداد تاريخي، حشر الفلسطينيين في متاهة لا يكادون يراوحون أماكنهم فيها، وقد تبدّت في هذا الانسداد، مؤامرة تصفوية تكاد تجهز على القضيّة الفلسطينية، متعزّزة بتخندق رسمي عربي في الصفّ الإسرائيلي
جاءت الهبّة من حيث النتائج إذن، لتفتح نافذة في قلب الانسداد التاريخي الذي بدا مستعصيّا، لا سيّما بعد حالة الحيرة الكاسحة، التي تساءل فيها كثيرون عن البدائل للعمل من خارج نفق السلطة الذي خنق الفلسطينيين
انهار الظرف سريعا بين يدي قدوم إدارة بايدن، بإعلان السلطة الفلسطينية عن استئنافها اتصالاتها بالاحتلال، بما في ذلك ما يُعرف بالتنسيق الأمني، وهو انهيار غير مستغرب..
التوظيف المكثّف للدراما، كما في مسلسل "الاختيار"، وبالرغم من سخونة الحدث، وقرب العهد به وحضور شهوده، هو حاجة للنظام، وبما يعبّر عن أزمته، بقدر ما يعبّر عن انتصاره الراهن!
هذه الاستراتيجية لدى الاحتلال أهمّ من تخسير حماس الانتخابات، أو التأثير على النتائج المحتلمة لتلك الانتخابات، وهي في الغاية الأدنى شلّ حركة حماس تماماً
بقدر ما تبدو هذه الحالة مفيدة، فإنّها تحتاج إلى إعادة نظر، لتثبيت الأصل وهو الخطّ والمسار، ومراجعة طريقة الإدارة التي تستند للمركزية الديمقراطية، بتمكين القواعد من المساهمة في تحديد الخيارات السياسية، وتجديد أساليب العمل التنظيمي، وبما يقطع الطريق على أيّ استبداد كامن
هي إرادة عطاء صدقت في الواقع فعلا عظيما جليلا، إلى الدرجة التي كان يتتبع فيها الناس أخبار هذا الرجل؛ اعتقاله وخروجه من السجن، مرضه وعافيته، وأخيرا بزحفهم طيرانا إليه، مما يجعل جنازته دالّة
دوافع سعداوي نفسها، في تبنيها لعدد من القضايا، مثّلت جوهر نشاطها وطرحها. فانحيازها الجارف لنظام السيسي، ودفاعها عن ممارساته، والتي بعضها تضمّنت انتهاكا مريعا لحقوق المرأة، تعني أن مشكلتها مع الصورة لا مع الحقيقة