قصة سقوط حصن بابليون المنيع آخر معاقل الدولة البيزنطية في مصر (شاهد)

حصن بابليون _خاص عربي لايت
الحصن بني بأمر الإمبراطور الروماني تراجان قبل 20 قرنا في القرن الأول الميلادي - خاص عربي لايت
  • لندن - عربي21 - محمد سندباد
  • الجمعة، 10-05-2024
  • 03:05 م
في مثل هذه الأيام قبل قرابة ألف وأربعمائة عام وقع حدث هام في التاريخ القديم غير من شكل تاريخ العالم للأبد، وهو سقوط حصن بابليون (Fall of Babylon)، آخر معاقل الدولة البيزنطية في مصر، ووقع هذا الحدث عندما فتح العرب المسلمون مصر.

ويعود سقوط حصن بابليون إلى عام 641 ميلادي، على يد عمرو بن العاص، الصحابي الجليل والمنجز العظيم في تاريخ الإسلام، وهو من قاد الفتوحات الإسلامية في مصر.

وكان الحصن، الواقع في منطقة ما بين النيلين في القاهرة الحديثة، من أهم الحصون الرومانية في مصر.

واستطاع الجيش الإسلامي بعد فترة من المعارك السيطرة على حصن بابليون، الحدث الذي كان حاسما في فتح مصر، وقاد إلى سيطرة المسلمين على البلاد، بعد حكم بيزنطي دام أكثر من 600 عام.



سقوط حصن بابليون لم يكن فقط مفتاحا لفتح مصر بشكل عام، بل كان أيضا مرحلة مهمة في تاريخ الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في مناطق شاسعة من العالم.

اظهار أخبار متعلقة



وكان الإمبراطور الروماني تراجان، أمر ببناء الحصن قبل 20 قرنا، في القرن الأول الميلادي، ليكون حامية لصد الهجمات على حدود الإمبراطورية من جهة الشرق. لكن اسم الحصن جاء قبل بنائه، فقد كان في الموقع قصر وُضع فيه مجموعة من السجناء الذين سباهم الفرعون سنوسرت من مدينة بابل العراقية التي غزاها، بحسب بعض المصادر التاريخية.



لم يتبق من مساحة الحصن إلا 500 متر مربع، بينما نجا الباب القبلي فقط من مجمل مباني الحصن، الذي يكتنفه برجان كبيران، وقد بنيت فوق أحد البرجين في الجزء القبلي منه الكنيسة المعلقة، كما بنيت فوق البرج الموجود عند مدخل المتحف القبلي كنيسة مار جرجس الرومانية للروم الأرثوذكس.

أما بقية الحصن من الجهتين الشرقية والغربية فقد بنيت فيها كنائس أخرى مثل: كنيسة السيدة العذراء مريم، وهي واحدة من أقدم الكنائس في مصر، وتقع في الجهة الشرقية لحصن بابليون، بُنيت في القرن الخامس الميلادي، وكنيسة القديس مرقس الرسول، وتعتبر أيضا واحدة من أقدم الكنائس في العالم، كنيسة أبو سرجة ومار جرجس ودير مار جرجس للراهبات.




كيف سقط حصن بابليون؟
يصف عالم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، مختار الكسباني، فتح حصن بابليون بأنه "أهم عمل عسكري في العالم في ذلك الوقت، واستطاع العرب المسلمون القضاء على أحد أقوى وأكبر حاميات الدولة البيزنطية في المنطقة والتي كانت تحكم مصر وأجزاء واسعة من أفريقيا، وهو حصن حصين ومنيع وغير قابل للاقتحام".

وأوضح في حديثه لـ "عربي21 لايت" أنه "لولا سقوط هذا الحصن ما كان تم فتح مصر؛ لأنه كان العقبة الكؤود أمام جيش المسلمين"، مشيرا إلى أن "سقوط الحصن هو تحرير مصر من الاحتلال البيزنطي الذي جثم على صدور المصريين ستة قرون، وساعد الأقباط المسلمين في فتح الحصن وتحرير البلاد، وعادوا يعيشون بحرية ويعبدون بحرية دون أي قيود أو قمع".

ويضيف عالم الآثار الإسلامية: "كان يطلق على حصن بابليون حصن الشموع بسبب كثرة الشموع التي كانت تشعل لإضاءة الحصن ليلا، وكان رمزا لقوة الدولة البيزنطية، لكن رغبة الأقباط في إزاحة الحكم البيزنطي ساعد المسلمين في معرفة خبايا الحصن والتسلل إليه وفتح الباب والأبواب الأخرى ما سمح لجيش المسلمين بالدخول وإسقاط الحكم البيزنطي".

اظهار أخبار متعلقة



موقع استراتيجي وأهمية كبرى
ويقع الحصن على الضفة الشرقية لنهر النيل، في مدينة الفسطاط، التي كانت عاصمة مصر الإسلامية في ذلك الوقت.

ويعد حصن بابليون رمزًا للقوة البيزنطية في مصر. وكان منيعًا للغاية، ويحيط به سور سميك وخندق مائي، ما يعكس قوة الدولة البيزنطية وعزمها على الدفاع عن أراضيها.




كما كان حصن بابليون أيضا مركزا ثقافيا هاما، وضمت مكتبته العديد من الكتب والمخطوطات النادرة، حيث كان الحصن مكانا لتجمع العلماء والمثقفين من جميع أنحاء العالم.

وبشكل عام، شكل موقع حصن بابليون أهمية كبيرة للدولة البيزنطية، ولا تزال بعض أطلاله موجودة حتى يومنا هذا، وتقع في منطقة مصر القديمة، ويمكن زيارتها.

آثار سقوط الحصن
وأثر سقوط حصن بابليون على مصر بشكل كبير، وساهم في انتشار الإسلام في جميع أنحاء البلاد، وإلى تراجع الثقافة اليونانية الرومانية في مصر، وحلول الثقافة العربية الإسلامية مكانها.

شارك
التعليقات