ما يجري في الولايات المتحدة من دعم مساند حام لسياسات المستعمرة، في استعمارها لفلسطين، كل فلسطين، يُماثل ما يجري في بريطانيا التي صنعت المستعمرة وسهلت استعمارها لفلسطين منذ وعد بلفور عام 1917..
إعادة احتلال قطاع غزة، ليس جديداً، ليس مستهجناً، لأن العملية المميزة غير المسبوقة التي نفذتها حركة حماس يوم 7 تشرين أول اكتوبر 2023، شكلت صدمة للإسرائيليين سواء على المستوى الرسمي لدى الجيش والأجهزة الأمنية، أو لدى المجتمع الإسرائيلي.
مع نهاية القرن التاسع عشر، بدأت مبادرة الحركة الصهيونية، باهتمامها، وعقد مؤتمراتها، تمهيداً لإقامة مستعمرتها لليهود على أرض فلسطين، على غرار أفعال الاستعمار الأوروبي، في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وعلى طريقته، متحالفة معه..
غامر النائب الفلسطيني منصور عباس باسم القائمة العربية الموحدة، وتحالف مع أشد القوى السياسية الإسرائيلية تطرفاً لدى برلمان المستعمرة، في محاولة تهدف لتعزيز شرعية الوجود العربي الفلسطيني في مناطق 48..
مثلما كان في أيار الرمضاني عام 2021، حيث انتفضت المدن الخمسة الفلسطينية المختلطة: اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا، وسقط منها شهداء في اللد وكفر قاسم، وهي حصيلة غير مسبوقة..
لم يعد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مقتصراً على ظاهرتين متعارضتين متناقضتين، أولهما: الاحتلال وأجهزته وجيشه وسياساته وإجراءاته، وثانيهما: صمود الشعب الفلسطيني وتشبثه بأرضه، ونضاله ضد الاحتلال واستنزافه وإجباره على الرحيل، على الأقل مرحلياً في نطاق جغرافية فلسطين المحتلة عام 1967.
عنصرية المستعمرة الإسرائيلية، بانت في تعاملها مع الأوكرانيين الهاربين نحو ملاذ آمن، حيث منعت غير اليهود من دخول فلسطين، وأعادتهم من حيث أتوا، بينما سمحت لليهود بدخول فلسطين، وهذا استفزاز فاقع لا يُحتمل، يُضيف جديدا لماهية سلوك المستعمرة ومضمون سياساتها، في التمييز ضد كل ما هو غير يهودي.
أضاف الفلسطينيون أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، لسجلهم الكفاحي المشرف طويل الأمد، مآثر جديدة إلى يوم الأرض 1976، وتضحيات تشرين أول أكتوبر 2000، وما بينهما وقبلهما وما بعدهما.